خواطر
عدد المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 31/08/2012
| موضوع: موضوع شامل عن تربيه اطفالك الأحد سبتمبر 30, 2012 11:10 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
صباح/ مساء الخيرات
-هل يتحداك طفلك باستمرار لدرجة أنك تشعرين بأنك ستفقدين عقلك؟ اقرئي هذا الموضوع لتعرفي أكثر عن طرق للتعامل مع مثل هذه الشخصية.
إن التعامل مع طفلك يعتبر تحدياً يومياً، ورغم أنه تحدى إيجابى، إلا أنه لازال تحدياً.
بعض الأطفال أكثر تحدياً من غيرهم وأقل استجابة لإتباع القواعد. هؤلاء الأطفال الذين يطلق عليهم د. بيل سيرز – طبيب الأطفال المعروف ومؤلف للعديد من الكتب الخاصة برعاية الطفل: "أطفال صعبة الطباع،" أو "أطفال كثيري الاحتياجات." يقول د. بيل أن الحياة مع هذه النوعية من الأطفال وتربيتهم يعتبر تحدى. ولكن المطمئن فى الأمر أنه إذا اكتشف الأبوان مبكراً الخصال الصعبة فى طفلهما وعملا على توجيهها بعقلانية وبشكل سليم، فقد تصبح هذه الخصال الصعبة التى تضع الطفل فى مشاكل فى الوقت الحالى نافعة له فيما بعد.
يقول د. بيل: "طباع طفلك هى سلوكه الشخصى وهى التى تفسر تصرفاته، وليس هناك طباع "جيدة" أو طباع "سيئة" لكنها فقط طباع.
بعض الطباع تمثل تحدياً للآباء أكثر من غيرها، ولكن أسلوب تربية هؤلاء الأطفال يمكن أن يحدد ما إذا كانت هذه الطباع الصعبة ستكون فى النهاية إضافة للطفل أم ضرر له." ، فالاهتمام برعاية الطفل كثير الاحتياجات يجعله فيما بعد شخصاً معطاءً، لأن الإنسان كلما أعطى أكثر كلما أخذ أكثر.
عندما تمنحان طفلكما التربية التى تناسب متطلباته الخاصة، ستكتسبان مهارات لم تكن لديكما من قبل، كما أنكما ستكسبان طفلاً مطيعاً. أنتما لا تستطيعان اختيار طباع أو قدرات طفلكما، لكن فى استطاعتكما اختيار الأسلوب الذى تشبعان به احتياجاته.
هناك بعض النقاط التى يجب أن تضعاها فى الاعتبار:
التوائم بين الطفل ووالديه : إن مدى انسجام العلاقة بين الطفل ووالديه هو الذى يحدد احتمال حدوث أو عدم حدوث مشاكل فى تربية الطفل.
فأن بعض الآباء يعطون الطفل بشكل تلقائى كم العطاء الذى يحتاجه، بينما قد لا يجد البعض الآخر لديه القدرة على العطاء التلقائى لاحتياجات أطفالهم، فقدرتهم على العطاء لازالت تحتاج لوقت لكى تنضج.
عندما تكون احتياجات الطفل مناسبة لمستوى عطاء الأبوين، يقل احتمال حدوث مشاكل فى التربية وإذا حدثت، يكون حلها أسهل. وان الأب أو الأم لطفل مطيع واللذان يتسم سلوكهما بالسيطرة، يجب أن يعرفا أنهما لا يجب أن يحاولا جعل الطفل بالشخصية التى يتمنيانها هما، ولكن الشخصية التى تناسب طباعه هو كما ان الآباء الذين يتسمون بالتساهل ولديهم طفل قوى الشخصية ومسيطر، يجب أن يتذكروا أنهم هم الكبار ويجب أن يتصرفوا من هذا المنطلق.
ارتبطا بطفلكما: احرصا على الارتباط بطفلكما. إن طبيعة الطفل كثير الاحتياجات تجعله لا يرغب فى إطاعة التوجيهات واعتبارها تحدياً له وان الهدف من التربية هو أن يساعد الأبوان هذا الطفل على أن يكون راغباً فى الطاعة من أجل مصلحته ومصلحة أبويه. الطفل المرتبط بأبويه يكون حريصاً على إسعادهما، فغالباً ما يكون أكثر طاعة لهما، وبدون هذا الارتباط لا يكون لدى الطفل أى سبب لطاعة والديه .
لا تركزا على الجوانب السلبية بل على الجوانب الإيجابية : حددا المشاكل السلوكية فى شخصية طفلكما و التي تحتاج لتهذيب. ولكن لا تركزا على الجوانب السلبية في شخصية الطفل لأن ذلك غالباً ما سيزيد من ردود أفعاله السلبية، اقضيا وقتاً أكثر فى تقدير الجوانب الإيجابية فى شخصيته بدلاً من التعليق على الأشياء السلبية فيه.
لا تزيدا الأمور سوءاً: الأطفال صعبة الطباع يعتادون على الانتقاد والعقاب، ويصبح ذلك أمراً عادياً بالنسبة لهم و هذا الأسلوب لا يحسن من سلوكهم بل قد يجعله أسوأ. يقول د. بيل أنكما عندما تبدءان فى التركيز على الجوانب الإيجابية فى طفلكما والتوقف عن التعليق على الجوانب السلبية، ستسير الأمور بينكما وبين طفلكما بشكل أفضل. عند الحديث عن طفلكما، حاولا استخدام التعليقات الإيجابية مثل "موهوب"، "جميل"، و"حساس" و تحكما فى مشاعر الغضب مثل الإلحاح، الصراخ، والتعنيف كلها أشياء تزيد من السلوك المضاد للطفل صعب الطباع.
العقاب المؤذى وخاصةً الضرب، يجعل الطفل أصعب بسبب شعوره بالغضب والخوف منكما. لا تضربا طفلكما أو توجها له كلاماً جارحاً، فذلك سيقلل من شأن طفلكما ومن شأنكما أيضاً، وبدلاً من أن يطيعكما طفلكما عن رغبة سيطيعكما عن خوف. على سبيل المثال، إذا طلبت من طفلك – كثير الاحتياجات – أن ينظف غرفته، سيعتبر ذلك تحدياً له، وكلما زاد عقابك له كلما زادت عدم رغبته فى طاعتك، الأساليب التقليدية فى العقاب مثل طريقة "الوقت المستقطع"، أو الحرمان من بعض الامتيازات نادراً ما تفيد فى هذه الحالة.
إن جدوى أسلوب التربية أو عدم جدواه كثيراً ما يتوقف على كيفية تطبيقه. أسلوب العقاب عن طريق الحرمان من الامتيازات إذا صاحبه غضب أو انتقام، سيكون له تأثير سئ على الطفل، أما إذا نبع نفس أسلوب العقاب عن رغبة مخلصة فى توجيه سلوك الطفل من أجل صالحه، ستصلان لهدفكما. يجب ألا تركز التربية فقط على تجنب الغضب، بل أيضاً مساعدة الطفل على تعلم أساليب التنفيس عن مشاعره السلبية.
التهديدات لا تجدي: لا تهددا الطفل صعب الطباع فهو يطيع فقط لأنه هو يريد أن يطيع. يجب أن تكون طاعته لكما نابعة عن اختياره. وان هذا الطفل لا يحب أن يشعر بأنه مجبر، والتهديد يحول دون اختياره لأن يكون مطيعاً.
إن تربية الطفل صعب الطباع تعتمد على كيفية إقناعه، لذلك فمن المفيد أن تدرسا طفلكما جيداً لكى تستطيعا التعامل مع طبيعته على حسب كل موقف. يقول د. بيل أنه من الأفضل أن تقولى للطفل الذى يحب تحمل المسئولية "سأحملك أنت مسئولية تنظيف غرفتك." ولكن إذا قلت له متى وكيف يفعل ذلك، غالباً ما سيرفض الأمر كله.
أما بالنسبة للطفل النشيط المتحرك، يمكنك أن تقولى له، "سأرى إن كنت ستستطيع تنظيف غرفتك قبل أن تأتى العقارب على الساعة السادسة - على سبيل المثال،" وحولى الموضوع إلى لعبة.
أما بالنسبة للطفل المنظم، يمكنك استخدام شعوره بالواجب وحبه فى النظام بقول، "هذه الغرفة غير مرتبة، أرجو أن ترتبها." أما بالنسبة للطفل البطئ المتراخى، أعطيه وقتاً كافياً لكى يكون مستعداً لفكرة القيام بالمهمة، فيمكنك أن تقولى له، "نظف غرفتك قبل حلول المساء." يجب أن يتم التعامل مع كل طفل على حسب طباعه وهو أمر يحتاج الكثير من الذكاء والطاقة، لكن على المدى الطويل، ستنجحين فى أن يصبح طفلك متعاوناً.
ساعدا طفلكما على إخراج طاقته : الطفل كثير الاحتياجات يحتاج لإخراج طاقته الزائدة ومشاعره الفياضة عن طريق ممارسة الرياضة أو أى نشاط بدنى. أعطيا له الكثير من الفرص لممارسة الألعاب البدنية، خارج البيت إن أمكن. شجعاه على توجيه طاقته فى ركوب العجل أو الجرى. أما إذا كنتم لا تستطيعون الخروج، أديرا بعض الموسيقى واتركاه يرقص ويتحرك هنا وهناك – أى طريقة تساعده على إخراج طاقته الزائدة.
ساعدا طفلكما على النجاح: حاولا التعرف على مواهب طفلكما ورغباته وساعداه على النجاح. شجعاه على تعلم مهارات أو ممارسة هواية مثل العزف على آلة معينة، ممارسة لعبة رياضية معينة، أو الإبداع فى الرسم والفنون. أيضاً لا تضعاه فى مواقف لا يستطيع التعامل معها. على سبيل المثال، إذا كانت المطاعم تمثل له رهبة، حاولا تأجيل أخذه إلى المطاعم حتى يكبر قليلاً.
أحسنا التعامل مع المواقف: الأطفال صعبة الطباع كثيراً ما يزعجون آباءهم ويسيئون اختيار الوقت المناسب. حاولى تجنب ذلك من البداية. إذا كان طفلك يسبب لك دائماً إزعاجاً عند إجراء مكالماتك التليفونية على سبيل المثال، حاولى شغله أولاً بفيلم كرتون أو بقراءة كتاب، أو قومى بعمل مكالماتك التليفونية عندما لا يكون طفلك موجوداً فى المكان.
لا توجد أم كاملة، فكلنا نخطئ. إن التوازن اليومى الذى يجب أن تقوم به الأم من رعاية البيت، الاستجابة لطلبات الزوج، وتربية الأطفال، قد يمثل للأم عبئاً ثقيلاً. وإذا كنت فوق كل ذلك تعملين، فتحليك بالصبر اللازم لتربية أطفالك يكون أمراً أكثر صعوبة. لكن سريعاً سيكبر أطفالنا ويشاركون فى المجتمع، وسيتزوجون، ويصبحون هم أنفسهم آباء أو أمهات. ألا يستحق كل ذلك أن نبذل أقصى جهدنا لمنحهم أفضل رعاية ممكنة؟ بإعطاء طفلك كل الرعاية اللازمة مبكراً، ستكتسبين مهارات لم تكن لديك من قبل وستخرجين أفضل ما فيك وأفضل ما فى طفلك.
2-احلام طفلك تكشف افراحه و احزانه
يؤكد علماء النفس ان أحلام الطفل دائماً هي النافذه علي عالمه النفسي و نستطيع ان نفهم منها ما يدور في عقله الباطن لأن أحلامه في كثير من الأحوال تعد تعبيراً صريحاً عن حالتهالنفسيه وما يعانيه في حياته اليوميه .
و ينصح الخبراء الأم بألا تغفل عن أحلام أطفالها فهي مرآتها للتعرف علي مشاعرهم المختلفه حتي لا يتعرضوا للأكتئاب الذي أصبح شائعاً بين الأطفال.
و يؤكد علماء النفس أن الطفل يصاب بالأكتئاب لأنه يقلق و يتألم كالكبار تماماً بل و بصوره أشد و أخطر نظراً لأن أعراض هذه الأمراض لا تظهر بصوره مباشره عليهم و إنما علي هيئه فزع وخوف و دون مبرر .
3- طفـــلي عــنــيد
ذا كنت تشعرين أن هناك صراع دائم بين رغباتك ورغبات طفلك، إليك النصائح التالية:
أنت فى زيارة إحدى صديقاتك لتشربى معها فنجاناً من القهوة وطفلك يلعب مع طفلها فى أمان. بعد قليل تنظرين فى ساعتك وتجدين أن الوقت قد حان للرحيل، ولكن عندما تعلنين ذلك لطفلك، يرفض بشدة الرحيل وينفجر فى نوبة من الغضب، ويتوسل إليك فى البقاء لبعض الوقت. تعطينه خمس دقائق أخرى، ولكن عندما تمر الخمس دقائق تجدينه يفعل نفس الشئ.
رغم أن معظمنا يمر بمواقف مشابهة مع أطفالنا حيث يحدث صراع بين رغباتنا ورغباتهم، إلا أننا لا نتمتع جميعاً بمهارة التغلب على تلك المواقف. بالطبع نحن جميعاً نتمنى أن يتمتع أطفالنا بأخلاق طيبة وأن يتعلموا الفرق بين الصواب والخطأ، ولكن ليس ذلك دائماً سهل، خاصةً إذا كان الطفل عنيداً ويقابل كل ما تقولينه بكلمة "لا". لا شك أن التعامل مع الطفل العنيد شئ صعب وأحياناً ينفذ صبرك قبل أن ينفذ صبره هو، ولكن هناك طرق فعالة للتعامل مع العند حتى يكون بيتك مكاناً هادئاً بدلاً من أن يصبح ميداناً للمعارك!
هل من الطبيعى أن يكون طفلى عنيداً بهذا الشكل؟ إن العند صفة طبيعية جداً فى الأطفال. السيدة جوانة الخياط – حاصلة على بكالوريوس علم نفس أطفال من جامعة بوسطن ورئيسة المعلمين السابقة بحضانة مستشفى الأطفال ببوسطن، والتى قامت بتصميم المنهج الدراسى للأطفال ورصد نموهم الأكاديمى، البدنى، العقلى، والاجتماعى تقول: "كل طفل عنيد إلى حد معين، لأن من طبيعة الطفل أن يختبر البيئة المحيطة به لكى يعرف مداه. لكن الأطفال لا يعرفون حدودهم ومن مهمة الأبوين أن يضعا لهم هذه الحدود."
تشرح د. نادية شريف – عميد سابق لكلية رياض الأطفال وأستاذ فى معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة – أن الطفل منذ صغر سنه يكتشف أنه شخصية مستقلة وله القدرة الذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه، وكذلك القدرة على الاعتراض على أى شئ لا يعجبه. تقول د. نادية: "يبدأ ذلك عندما يبدأ الطفل فى اكتشاف العالم من حوله ويقابل كثيراً بعبارات مثل، "لا، لا تفعل ذلك" أو "لا تلمس هذا"". عندئذ يبدأ الطفل فى الاعتراض ويحاول أن يفعل ما يريده بغض النظر عما يقوله أبويه. هنا يبدأ دور الأبوين فى تهذيب طفلهما، فكلما كان ذلك مبكراً كلما كان أفضل."
ما هو الحل؟ تتفق الخبيرتان على أن التربية الفعالة هى أفضل طريقة للتعامل مع العند ومنعه. تؤكد د. نادية أن أول قاعدة من قواعد التربية هى الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل. هذا يعنى أن تتفقى أنت وزوجك مسبقاً على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به لطفلكما وماذا تفعلان إذا تعدى طفلكما الحدود الموضوعة له، فلا تقبلى شئ يرفضه زوجك والعكس صحيح. أيضاً لا تتغاضى عن شئ فعله طفلك اليوم ثم تعاقبينه على الفعل نفسه فى اليوم التالى.
القاعدة الثانية هى أن تكونى هادئة ولكن حاسمة في نفس الوقت عندما يعند طفلك. إذا طبقت هذه القواعد فسيفهم طفلك حدوده جيداً. تقترح السيدة جوانة أيضاً قائلة: "إن إدخال روتين معين فى حياة طفلك سيقلل من المواقف التى يحدث فيها الصدام بينكما وسيساعده ذلك على معرفة ما هو متوقع منه." فكرة جيدة أن تحددى مواعيد للطعام، الاستحمام، النوم، والأشياء الأخرى التى تعتبرينها هامة.
تضيف السيدة جوانة قائلة: "يجب أن تضعى فى اعتبارك أنه تماماً مثلما تتوقعين من طفلك اتباع النظام دون مساءلة يجب أيضاً أن تسمحى له بمساحة من الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به." أن يعلم الطفل أنه يستطيع تكوين رأى وأنه قادر على اتخاذ قرارات خاصة به ذلك يمثل جانباً هاماً فى نمو شخصيته. تنصح السيدة جوانة بأن يقرر الأبوان الأمور القابلة للنقاش والأمور الغير قابلة للنقاش. على سبيل المثال، لن يضر السماح لطفلكما باختيار فيلم الكرتون الذى يريد مشاهدته أو اختيار ال"تى شيرت" الذى يريد ، فهذا سيعطيه شعوراً بإشباع رغبته فى الاختيار. لكن إذا صمم طفلك على فعل شئ خطر مثل اللعب بسكين، أو إذا أراد أن يفعل شيئاً لا يناسبك وأصر عليه مثل زيارته لجدته فى وقت يكون لديك فيه الكثير من المشاغل فى البيت، فى هذه الحالة يكون القرار النهائى لك.
إلى أى مدى أكون حازمة؟ تقول د. نادية: "لا يجب أن يكون الأبوان متراخيين أكثر من اللازم أو حادين أكثر من اللازم، فالمبالغة فى كلتا الحالتين ستؤدى إلى نتائج غير طيبة. فإذا قوبل كل ما يريده الطفل بالرفض دائماً دون إعطائه فرصة اتخاذ أى قرار، سيؤدى إلى عدم قدرته على اتخاذ أى قرار أو تكوين أى رأى، فتحكم الأبوين الدائم فى الطفل، يحجم شخصيته. على الجانب الآخر، إذا لم وجه الأبوان طفلهما وتركاه يفعل ما يريد بصفة دائماً؛ أياً كان ما يريده، فستكون النتيجة طفل منفلت ليس لكلام أبويه أى تأثير عليه."
لقد وجدت السيدة جوانة من خلال خبرتها أن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذى يصر على فعل شئ ترين أنه غير لائق تتضمن ثلاث خطوات: "أول خطوة هى أن تقولى لطفلك بهدوء وحسم أنه يجب أن يتوقف عن ذلك السلوك وأنك لا تريدينه أن يكرر هذا السلوك حيث أنك لا تقبلينه. ثانياً، إذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه أنك قد طلبت منه من قبل التوقف عما يفعله وقولى له أنه إن لم يتوقف فى الحال فسوف يعاقب." وأخيراً، تؤكد السيدة جوانة أنه إذا استمر الطفل فيما يفعل بغض النظر عما قلتيه له، فيجب أن تقومى بمعاقبته حتى لو أغضبه ذلك. تقول السيدة جوانة: "يجب أن يعرف الطفل أنك تعنين ما تقولين، وأنه لن يستطيع تحت أى ظرف من الظروف الاستمرار فى اتباع السلوك السئ." العقاب المناسب هو حرمان الطفل من شئ يحبه، مثل مشاهدة التليفزيون، أو الذهاب إلى النادى، لكن ليس من المناسب أبداً ضرب الطفل أو سبه بألفاظ جارحة.
من الطبيعى أن يحدث بينك وبين طفلك أحياناً تضارب فى الرأى. تقول كل من الخبيرتين أن السر فى التعامل مع عناد الطفل هو أن يتسم سلوكك معه بالهدوء ولكن بالحسم والثبات فى نفس الوقت
4- طـــفـــلي خـــجــول
الأطفال لهم طباع مختلفة، فبعضهم اجتماعيون ويقيمون صداقات سريعة، وبعضهم خجولون وقد لا يشعرون بارتياح فى وجود أشخاص آخرين ويحتاجون لوقت طويل حتى يستطيعوا التكيف مع المواقف الجديدة. بعض الأطفال يولدون خجولين وحساسين والبعض الآخر يكتسبون هذه الصفة كنتيجة للتجارب التى قد يتعرضون لها فى البيت أو المدرسة. تقول السيدة فرجينيا كابوانانيمك – استشارية التوجيه بأكاديمية حياة الدولية – أن أسباب الخجل تختلف تبعاً للظروف الفردية لكل طفل. قد يقلد الطفل سلوك والديه (اللذين قد يكونان خجولين)، أو قد ينتقد أحد الوالدين (أو أحد أفراد الأسرة) الطفل باستمرار مما يترتب عليه شعور الطفل بعدم الأمان وبالتالى الميل للخجل فى وجود الآخرين. أيضاً لا يجب الإقلال من دور المدرس، فمن الضرورى أن يعرف الوالدان علاقة الطفل بمدرسيه. على سبيل المثال، هل يضع المدرس مشاعر الطفل فى الاعتبار ويتجنب إحراجه وانتقاده أمام الآخرين؟
قد يؤثر أيضاً زملاء الطفل فى سلوكه، فإذا كان أغلب الأطفال الموجودين فى حياة الطفل خجولين، هادئين، ومتحفظين، فغالباً ما سيسلك الطفل نفس السلوك. كثيراً ما يقلق الوالدان عندما يكون طفلهما خجولاً لأنهما يفسران هذا السلوك على أن الطفل يعانى من ضعف تقديره لذاته، لكن هناك كثير من أنواع الخجل التى تقع فى النطاق الطبيعى. على سبيل المثال، من الطبيعى أن يحتاج طفلك لوقت حتى يعتاد على أى شخص غريب. يجب أن يعلم الوالدان أيضاً أن الخجل ليس صفة سلبية، فالخجل قد يساعد الطفل على قضاء وقت أكثر فى ملاحظة ما حوله.
متى يصبح الخجل مشكلة؟ قد يسبب الخجل مشاكل فى حياة الطفل عندما يتعارض مع قدرته على تكوين صداقات، أو عندما يجعله يشعر بتعاسة فى وجود الآخرين، أو قد يكون السبب فى عدم قدرته على التحصيل الجيد فى المدرسة. قد يلاحظ الوالدان أن طفلهما يجد صعوبة فى الكلام، يتلعثم، يتهته، يحمر وجهه، يرتعد، أو يعرق فى وجود الآخرين.
تقول السيدة فرجينيا: "الخجل يكون مشكلة كبيرة إذا كان سببه شعور الطفل بأنه غير كفء فى كل المواقف. من الطبيعى أن يخجل الطفل من بعض المواقف الاجتماعية لكن إذا امتد الخجل إلى البيت، المدرسة، وكل علاقاته الاجتماعية، إذا فهناك مشكلة قد تتطور إلى الأسوأ."
فى بعض الحالات، قد يصل خجل الطفل إلى حد عدم التحدث مع أى شخص خارج الأسرة مما يتعارض مع تحصيله المدرسى وقدرته على التفاعل الاجتماعى، وهذه الحالة تسمى "البكم الاختيارى". تقول السيدة فرجينيا أن البكم الاختيارى هو نوع من الاضطراب فى مشاعر القلق يصيب أساساً الأطفال، وتعتبر الآن هذه الحالة وراثية ومكتسبة فى نفس الوقت. من المهم أن يتعرف الوالدان على الفرق بين الطفل الخجول بعض الشئ وبين الطفل الذى يدل سلوكه على وجود مشكلة أكثر عمقاً مثل البكم الاختيارى. أحياناً يتم تصنيف الطفل الذى يعانى من حالة البكم الاختيارى على أنه طفل شديد الخجل، ويفترض والداه أنها حالة مؤقتة. يتم التعرف على الطفل الذى يعانى من حالة البكم الاختيارى عندما لا يستطيع التحدث فى المواقف الاجتماعية.
فى الواقع إن هذه الحالة تكون أكثر تأثيراً فى حياة الطفل المدرسية لأن الطفل لا يكون واثقاً من نفسه ولا يستطيع الكلام عندما يسأله مدرسوه عن شئ. قد يكون الطفل المصاب بالبكم الاختيارى متكلماً فى البيت بل قد يكون عنيفاً مع أفراد أسرته لكنه لا يستطيع أن يهمس أو يتكلم على الإطلاق مع زملائه أو مع أى شخص غريب.
نصائح للتغلب على الخجل: 1) ساعدى طفلك على ممارسة التفاعل مع الآخرين بتعريضه لمواقف وأشخاص غير مألوفين لديه مع إعطائه الوقت الكافى لكى يشعر بارتياح لهذه المواقف الجديدة. كلما مارس الطفل الخجول التفاعل مع أشخاص غرباء، كلما قل خجله بشكل أسرع.
2) كونى نموذجاً اجتماعياً لأن الأطفال يتعلمون من ملاحظة سلوكيات آبائهم وأمهاتهم.
3) تحدثى مع طفلك عن حياتك عندما كنت خجولة وكيف أصبحت اجتماعية ومدى الفائدة التى عادت عليك من هذا مثل تكوينك لصداقات جديدة واستمتاعك بالأوقات المدرسية والأنشطة الاجتماعية.
4) لا تطلقى على طفلك صفة "خجول" لأن هذا قد يجعله يشعر بالخجل من نفسه. أيضاً لا تنتقديه، بل يجب أن تحترمى خجله وتتحدثى معه عن مشاعره.
5) ابنى ثقته بنفسه. تقول السيدة فرجينيا: "يجب أن يمدح الوالدان طفلهما ويبحثا عن الفرص ليعترفا بإنجازاته. الإنجازات الصغيرة أيضاً تستحق التقدير وليست نتيجة نهاية العام فقط."
6) قومى بتمثيل بعض المواقف مع طفلك فى البيت. تقول السيدة فرجينيا أن ممارسة المواقف المختلفة وإظهار ردود الأفعال الصحيحة لهذه المواقف قد يزيد من ثقة طفلك بنفسه. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يخجل من مقابلة جاره الطفل، يمكنك مساعدته على تمثيل الحوارات المختلفة التى قد تدور بينهما. و أن السنوات الخمس الأولي من عمر الأنسان هي التي تحدد طبيعه شخصيته و سلوكه ومدي إستعداده للمرض النفسي او العقلي بل ان كثيرا من الأمراض النفسيه التي يعاني منها الكبار يكون مصدرها متاعب و اجهتهم في الطفوله و لهذا يجب ان تهتم الأم بأحلام طفلها وهي تنقسم الي نوعين :
أولهما: ساذج و مباشر وكانه يحلم بدراجه او ملابس جديده او نزهه يتمناها .
والنوع الثاني: يحلم بأنه يواجه حيواناً مفترساً او فراق أحد والديه و هنا يجب أن تنتبه الأم لهذه الأحلام و العمل علي تهدئه طفلها و تاكيد أنها موجوده معه فمثل هذه الأحلام تعبير عن حاله نفسيه سيئه يمر بها الطفل. اهميه الصداقه لطفلك
ما أجمل الصداقة في حياة كل إنسان فالصداقة علاقة إنسانيه نبيلة و نقيه بناءه و ثرية بالمشاعر الرقيقة و المحبة الخالصة و كلما مرت الأيام و السنين علي علاقة الصداقة كلما زادت عمقا و آصاله وقوه.
لذلك فان امتن و اقوي الصداقات هي التي تنمو أيام الطفولةفالصداقة في السنوات الأولي من العمر تحكمها البراءة في التعامل التلقائي و الميل الطبيعي لأنها تقوم بسبب الاشتراك في لعبه أو الإحساس بالحرية في التعبير و التعامل أو بسبب القرابة أو الصداقه بين الأسرتين
وغالبا ما تدوم و تقوي تلك الصداقة التي تقوم خلال السنوات الأولي من العمر و تصبح هي الصداقات الحقيقية التي يكبر بها الشخص لذلك فمن المهم أن يحرص الآباء علي أن يتيحوا الفرصة لكي يعقد أبناءهم الصداقات الجميلة مع الأصدقاء
رأى علماء النفس : تساعد الصداقة الطفل علي النمو النفسي و الحركي و الاجتماعي ، كما أنها تعمل علي تنميه شخصيته فالصداقة تبعد الطفل عن العزلة فالعزلة خطيرة لأنها تحول الطفل إلي شخصيه ضعيفة هشة معرضه للاصابه بأمراض الفصام التي هي نتيجة للخوف و عدم الثقة بالنفس و أيضا تتغلب الصداقة علي الخجل و الجبن و الخوف الاجتماعي وزيادة علي ذلك
فهي تساعد الطفل علي التغلب علي مشاكل الكلام أما الملاحظ أيضا أنها تفرغ الشحنات الزائدة عند الطفل من الطاقة وذلك عند القيام باللعب و ممارسه الهوايات و بالتالي فإنها تخفف من العنف و الرغبة في التدمير مما يساعد الطفل علي التركيز في الأمور المهمة الاخري مثل مذاكره الدروس .فبكل المقاييس تعمل الصداقة علي إعفاء الطفل من الكثير من المتاعب و الأمراض النفسية وخصوصا أنها تكبر مع الطفل إلي أن تصبح عقده يحتاج إلي سنوات طويلة لكي تعالج.
رأي علماء التربية : لان علاقات الصداقة اختياريه فهي مبنية علي الثقة و التسامح و المشاركة في الأسرار و الاهتمام المتبادل و الصداقة تعلم الطفل معني التعاون و العمل الجماعي و في نفس الوقت تنمي روح المنافسة الايجابية و تشجع علي التقدم و التحسن كما أن للصداقة دورا محوريا في حياه الطفل فهي تقوي شخصيته و تساعده علي تطوير المقاييس الأخلاقية لديه مثل معاني المساواة و العدل و التعاون و المشاركة .
أيضا تعلمه صداقه الأسلوب الأمثل و يجد الطفل في الصديق شخصا قريبا إلي نفسه يمكنه أن يلعب معه و يتحاور معه علي مستوي واحد بالآضافه إلي أن الصداقة تحرر الطفل من الأنانية و تعلمه التسامح و المصالحة مع الأخريين
دور الوالدين: من المهم أن يشجع الوالدين الطفل علي عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب و المعارف و الأصدقاء وذلك حتي يكونوا مطمئنين علي نوعيه تلك الصداقات فتقارب السن بين الأطفال مهم بحيث لا يتعدي فارق العمر عن السنتين و إلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبيه إذ أن سيطرة الكبير علي الصغير تجعل من الصغير شخصيه تبعية تعاني من بعض السلبيات ومن المهم تشجيع الطفل علي الاشتراك في الأنشطة الجماعية.
اصطحاب الطفل إلي النوادي و الحدائق العامة. الاهتمام بالتعرف علي صديق الابن و علي والديه . إذا لاحظ الوالدين أي جوانب سلبيه لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل و التفاهم و أقناعه. يجب عليهم مراقبه خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه و لابد من الاطمئنان علي حسن اختيار الطفل للصديق.
عنـف الأطفــال
هل صحيح أن الطفل صفحة بيضاء يمكن أن ننقش عليها ما نريد خيرا كان أم شرا؟ هذا ما تثبته هذه الحقائق: طفل عدواني تعود أن يخدش سيارة جارتي بسكين حاد كل فترة ويرسم بها خطوطا وأشكالا توجع القلب، تريني إياها الجارة المسكينة وهي تكاد تبكي من فرط حزنها على ما يصيبها من دمار وخراب.. الطفل لا يردعه شيء.. لا شكايات الجارة لأمه ولا للمخفر، الذي لم تستطع صاحبة الحق أن تثبت أن أحدا رآه في المرات العديدة التي شوه بها سيارتها، ولا الخادمة التي ضبطته متلبسا فلم يخجل وذكر لها بكل فخر أنه هو بطل هذه التشويهات على جسد السيارة المسكينة، وبعد ذلك أنكر ما قال. هذا وغيره كثير من عنف الأطفال دفعني الى بحث هذا الأمر ومناقشة القضية من خلال هذا التحقيق مع أساتذة التربية وعلم النفس للتعرف على أسباب هذا العنف ودوافعه، والى أين يقود أصحابه في مستقبلهم الذي لا أظنه سعيدا بفضل هذا السلوك، وأضيف ان الجارة المعتدى عليها لم يكن بينها وبين اسرة الطفل أو أحد من الجيران خصومة أو ثأر يوجب ان يتولى الطفل أخذه نيابة عن أحد. ترى ما هي المشكلة؟ ولماذا ينفس هذا الطفل البائس عن مشاعره العدوانية بهذا الأسلوب؟ وإلى أين يقوده هذا السلوك؟ وما حكاية عنف الأطفال وهم رمز البراءة ومن أين ينبع هذا العنف؟ سألت جارتي أم سعيد: ما الذي جعل هذا الطفل العدواني يختارك أنت دون غيرك من الجيران.. ربما كانت بينك وبين اسرته خصومة أو احد من الجيران؟ أجابت: لم يحدث ابدا بل إنه لم يخصني وحدي، فلم يترك أحدا لم يعتد على سيارته، إنما بالنسبة لي ما أغاظه مني وصار هذا دأبه معي يرسل لي رسائله العدوانية على جسد سيارتي التي طعنها من كل الجوانب، أنني عرفته بعد أن وقف مرة وقال للخادمة التي كانت تغسل السيارة أنا فلان، الذي عملت كل ذلك في السيارة. وحين بشرتني الخادمة بالخبر، ذهبت لأمه فوجدتها سيدة متعلمة، مع الأسف، لكنها كانت واجمة أو ربما مستسلمة وهي تسمع شكواي عن ابنها، نهرته بكلمات أصر هو بالرد عليها بالإنكار، وكان ينظر إلي خلال ذلك الحوار معها بقسوة لا أدري من أين جاءته، ولما سألت باقي جيرانه والحارس الخاص بالعمارة، أجابني بأنني لست الوحيدة التي فعل بها ذلك، لكنه لم يترك أحدا لم يؤذه في العمارة والعمارات المجاورة، سألت عن والده، حيث رأيت امه عاجزة امامي عن كبح جماحه، والحديث مايزال للجارة ام سعيد، عرفت ان امه مطلقة، وان والده ذهب اليه الكثيرون يشكون من عدوانية الطفل، فكان يسبهم ويسبقهم الى المخفر يسجل لهم المحاضر ويتهمهم بالعدوان على ابنه البريء. خلافات عائلية سألت ام الطفل عن سر هذا العنف في سلوكيات طفلها، وما الذي ادى الى وصوله الى هذه المرحلة؟، فأجابت ام وليد، وهو ليس اسمها الحقيقي، بحرن: الواقع انه منذ ولادة هذا الطفل وانا في خلاف وهوشات مع والده، وكثيرا ما كنت اعنفه لأبسط خطأ واحرجه امام اصحابه من اولاد الجيران ، كان صغيرا (3 أعوام)، وقتها ولم اكن اعرف ان ذلك له تأثير عليه، وكنت اعاني كثيرا في حياتي الزوجية، فقد تركني والده وتزوج من دون ان يتحمل حتى مصاريف حضانته، وبعد ذلك المدرسة، واضطررت ان اخرج للعمل انا التي ما تعودت على ذلك في بيت اسرتي، وهكذا كان يمضي بعض وقته في الحضانة والبعض الآخر مع الخادمة. ولما كبر قليلا بدأت الاحظ عناده وعنفه وقسوته في التعامل مع اصحابه. ألم تكوني تصحبينه في فسحة او نزهة او ترافقينه للأماكن العامة او لممارسة اي نشاط؟ لم يكن لدي وقت لذلك، كنت مطحونة بين العمل حيث اداوم فترتين، والبيت وكانت تصرفات وهوشات الولد تجلب لي المشاكل يوميا، كما رأيت بنفسك، لذلك اضطررت ان احيل هذه المشاكل الى والده الذي لا يتسع وقته لنا، وان اتسع فإنه يفضل اولاده من زوجته الاخرى علينا، كان ذلك يجعل ابني يبكي، واعتقد ان هذه الحالة ربت لديه عقدة الانتقام من الآخر، لانه يحس انه لا يحظى برعاية مثل اخوته من والده. ألم تفكري في علاج نفسي لطفلك حتى لا تسوء العاقبة؟ انت تتكلمين عن ام مثالية لديها المال والوقت والنفسية القادرة على تحمل مسؤولياتها.. انا امرأة حطمني طلاقي وها هو يحطم ابني معي. قنبلة موقوتة لم اجد سوي الدكتورة لطيفة الكندري استاذة الاصول والادارة التربوية ومديرة المركز الاقليمي للطفولة والامومة التابع لليونيسيف، لأسألها عن هذه القضية الحيوية والمؤثرة على مستقبل اطفالنا وصحتهم النفسية والعقلية. سمعت قصة هذا الطفل وغيره الكثيرين ممن يصبح العنف صفة لصيقة بهم:
من أين يأتي العنف؟ ما أسبابه ومظاهره؟ أجابت: الأصل في الأطفال الفطرة والبراءة ولكن استعداد الإنسان لقبول الطباع السيئة قد يجعل من السلوك العدواني في أسوأ حالاته قنبلة موقوتة إذا حان أوان انفجارها تضررت الأسر الآمنة وكم من حدث في سجون الأحداث تحدثنا معه واستمعنا له وله قصة تُبكي وتُدمي القلوب. السلوك العدواني هو هجوم ليس له مبرر وفيه ضرر للنفس أو الناس أو الممتلكات والبيئة والطبيعة وقد يكون العدوان لفظا أو عمليا.
من أسباب ظهور السلوك العدواني عند الطفل:
1 الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه. 2 تقليد الآخرين والاقتداء بسلوكهم العدواني الذي يشاهده (الأب – الإعلام – الـمُدرس). 3 الصورة السلبية للأبوين في نظرتهم لسلوك الطفل. 4 الأفكار الخاطئة التي تصل لذهن الطفل عندما يفهم أن الطفل القوي الشجاع هو الذي يصرع الآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى. 5 عزل الطفل في مراحله الأولى عن الاحتكاك الاجتماعي وقلّة تشجيعه على مُخالطة الناس. مظاهر السلوك العدواني
هل هناك مظاهر للسلوك العدواني؟
ـنعم كالتالي: نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة. اشتداد نزعة الاستقلال والتطلع الى القيادة ولكن بطرائق غير مقبولة. يعبر عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة (الصراخ، الشتم، يسرق السيارة، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، الكتابة على الحائط، إتلاف الممتلكات). يريد الطفل بسلوكياته العدوانية أن يحقق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة. التضجر السريع والتأفف من الاحتكاك بالناس. تبرير التصرفات بأسباب واهية. يعتاد الفوضى في غرفته وتصرفاته. يتحاشى الجيران من لقياه خوفا من التصادم معه فهو غير اجتماعي. المجادلة العميقة في أمور تافهة. يشبع رغباته ويستمتع بهواياته من غير أن يراعي الظروف العامة. إهمال الآداب العامة (توقير الكبير والرأفة بالصغير، إظهار مشاعر المودة والألفة والاحترام – يخرق حق الاستئذان ولا يهتم بمشاعر غيره). إساءة الأدب في مخاطبة الخدم والفقراء والقسوة عليهم. النفور من النصح والتمادي في العناد. تعزيز المبادرات الإيجابية
كيف السبيل لعلاج مثل هذه الحالات الضارة بأطفالنا؟ ـمن وسائل معالجة السلوك العدواني لدى الأطفال: 1 تصويب المفاهيم الخاطئة في ذهن الطفل ونفي العلاقة المزعومة بين قوة الشخصية واستخدام العنف في حل مشاكل الحياة. 2 إقناع الطفل بأن الإنسان القوي لا يغضب لأتفه الأسباب ولا يستخدم العنف في تعامله مع الآخرين. 3 الحرص على تشجيع الطفل على مصاحبة الأطفال الجيدين ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين. 4 استخدام العقاب من خلال تصويب الخطأ فإذا تلفظ الطفل بعبارات غير مهذبة في تعامله مع الآخرين وهو غاضب فيُطلب منه أن يعتذر بعبارات مؤدبة وإذا قام بضرب آخر فعليه مثلا أن يقدم إليه هدية أو أن يعتذر إليه أمام زملائه إذا وقعت المشاجرة أمامهم. 5 إيجاد القدوة الواقعية في محيط الاسرة والمجتمع مع رواية القصص والمواقف النبيلة الدالة على كظم الغيظ وضبط النفس كي يتأسى بها الطفل. 6 اختيار البرامج التلفزيونية المناسبة لعمر الطفل وقيم المجتمع، وانتقاء الألعاب ذات الأغراض التعليمية أثناء شراء الهدايا واللعب. 7 – ارشاد الطفل الى بعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة. 8 وضع مبادئ عامة في الاسرة مثل أنه لا يُسمح أبدا لأي طفل ان يلعب وأن يمزح مع أخيه بأي مادة حادة أو خطرة. 9 تعزيز المبادرات الايجابية للطفل المشاغب إذا بادر الى سلوك ايجابي يدل على احترامه للآخرين من المدح والثناء. 10 فتح باب الحوار مع الاطفال في البيت والمدرسة كي يتحدثوا عن معاناتهم مع الاطفال الذين يعاملونهم بقسوة وما سبل العلاج وما المبادئ التي يجب ان توضع ويعمل على تنفيذها الجميع. 11 اهمية تبادل الخبرات الناجحة والتجارب العملية في تقليل السلوك العدواني بين المربين والاقارب. 12 في حال عجز المدرسة والاسرة عن مواجهة السلوك العدواني واستمرار الطفل في الحاق الضرر بالاخرين او بنفسه او بما يحيط به فانه تتوجب استشارة مرشد نفسي. 13 تدريب الطفل على اللعب الجماعي وتعويده على التعاون والمشاركة وانه متميز وهذه الموضوعات من اهم مواضيع مهارات الحياة. 14 توثيق علاقة البيت بالمدرسة لمتابعة السلوك الاجتماعي للطفل. وتضيف: من خلال كل ذلك ترين ان على اسرة هذا الطفل مواجهة سلوكه العدواني باستشارة مرشد نفسي، والا فانه سيستمر في الحاق الضرر بالآخرين وبنفسه وبما يحيط به.
الكبت يولد الانفجار!
د. خضر البارون، استاذ علم النفس بجامعة الكويت، يرى أن كبت مشاعر الاطفال يولد لديهم العدائية تجاه اخوتهم وتجاه الآخرين، كما يؤدي لانسحابهم من جميع النشاطات مثل اللعب وعدم التحدث للآخرين والانزواء. ودعا البارون الى ابعاد الاطفال دون السنوات الخمس عن مشاهدة العنف بكل اشكاله وصور القتل، حيث تؤثر فيهم سلباً، من خلال مشاهداتهم من الفضائيات ونشرات الاخبار، ذلك لانهم لا يستطيعون استيعاب ما يحدث حولهم من عنف، حيث يتصورون انه يمكن ان يحدث لهم ولأفراد اسرهم، وان الاطفال دون خمس سنوات، نراهم دائماً شديدي الالتصاق بالوالدين في هذه الظروف، لانهم يحتاجون الى لمسة من الحنان والرعاية التي لابد ان تغمرهم، حتى يشعروا بالراحة النفسية. كما اكد ان الضغوط النفسية التي يتعرض لها الاطفال، قد تدفعهم الى العنف، وان غياب الوالدين عن الطفل وانهماكهما في العمل، يؤدي الى لجوء الطفل للخادمة واعتبارها المرجع الاساسي له وهذا قد يعرضه للخطر، وانه قد يلجأ لاساليب لفت نظر والديه للاهتمام به اما بالحركة الزائدة او بالعدوانية على اخوته او غيره او بالعزلة نتيجة الاكتئاب. ويؤكد د. البارون ان ما يهم الاطفال هو الوقت النوعي الذي يستمتعون به مع والديهم، وليس الوقت الكمي وليس بعدد الساعات، كما قرر ان غياب الاب عن امور التربية لاطفاله واعتبارها كاملة من اختصاص الام قد يؤدي الى هذه النتائج السلبية، ايضا الطلاق وتفتيت الاسرة ينعكس سلبا على الاولاد، ويختتم هذا التصريح بأن مصاحبة الوالدين للاولاد مهمة جدا لتكوين شخصية متماسكة وقوية لدى الطفل.
نوايا ضلت الطريق
الدكتور عبدالعزيز الغنام، دكتوراه في التربية والتعليم، يرى ان انحراف الابناء داخل المجتمع ناتج من اساليب تربوية خاطئة، بعضها صادر عن نوايا طيبة ضلت الطريق بسبب الجهل وبعضها الآخر صادر عن ممارسات تسلطية من الابوين او الصحبة او الاخوة او غير ذلك، كما يؤكد ان الطفل في سنواته الاولى اسفنجة تمتص كل ما يدور حولها، لذلك يجب مراعاة هذا الامر. | |
|